عنوان هذا المقال ربما يجعلك تظن أن هذا المقال هو هجوم على الجامعات المصرية لأنها ضعيÙØ© ÙÙŠ البØØ« العلمي مقارنة بالجامعات الأخرى ÙÙŠ الخارج وغالباً ما نقارن أنÙسنا بالجامعات ÙÙŠ إسرائيل، أو لعل العنوان يأخذك إلى الناØية الأخرى وتظن أنني Ø³Ø£Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø¬Ø§Ù…Ø¹Ø§Øª عندنا وأنها “تغزل برجل Øمار” كما يقولون والØقيقية أن الأمر لا هذا ولا ذاك!
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=17032018&id=1927133d-1fd1-44ec-ae83-2f38fd5b539f
ÙÙŠ هذا المقال سنØاول عقد مقارنة عادلة بين جامعاتنا والجامعات ÙÙŠ الخارج آخذين ÙÙŠ الإعتبار الإمكانيات والأولويات. هدÙنا من عقد هذه المقارنة أن Ù†Øاول الإجابة على هذا السؤال: كي٠نجعل جامعاتنا تصل إلى Ø£Ùضل آداء ممكن وما الذي نقصده من Ø£Ùضل آداء ممكن.
لكن قبل أن نشرع ÙÙŠ عقد المقارنة يجب أن Ù†Øدد ما هي الجامعات التي نقصدها عندنا؟ وما الدول التي نقصدها عندنا نتكلم عن الخارج؟
Ø£Øب هنا أن أتكلم عن الجامعات الØكومية عندنا وذلك لعدة أسباب: أولاً كاتب هذه السطور ليس له خبرة كبيرة بالجامعات الخاصة ÙÙŠ مصر Ùأنا قد تخرجت ÙÙŠ هندسة القاهرة وعندما ساÙرت للدراسة ثم العمل ÙÙŠ الخارج لم تكن هناك جامعات خاصة اللهم إلا الجامعة الأمريكية بالقاهرة ولكاتب هذه السطور تعاون ÙÙŠ الماضي مع جامعة النيل ولكن هذه Øالة خاصة (لنترك تجربتي النيل وزويل Øتى تختمرا ونرى نتائجهما)ØŒ ثانيا عندما سألت بعض الأصدقاء من الأساتذة ÙÙŠ السلك الأكاديمي ÙÙŠ مصر عن الجامعات الخاصة جاءت الآراء متباينة جداً Ùهناك من يرى أنها تهد٠أساساً Ù„Ù„Ø±Ø¨Ø ÙˆÙ…Ù† ثم تجعل التعليم ومستواه هد٠Ùرعي (ويسمى بعض الجامعات الخاصة) وهناك من يرى أن Ùيها تجارب ناجØØ© جداً وتساهم ÙÙŠ تطور التعليم والبØØ« العلمي ÙÙŠ مصر (ويسمي جامعات خاصة بها أسماء مشتركة مع المجموعة الأولى!) ومن ثم Ùأنا أعتبر Ù†Ùسي لا أعر٠شيئاً عن الجامعات الخاصة ÙÙŠ مصر Øالياً، ثالثاً أغلب إن لم يكن كل من يعملون ÙÙŠ الجامعات الخاصة قد تخرجوا من الجامعات الØكومية، رابعاً الجامعات الØكومية معروÙØ© أكثر على المستوى الدولي نظراً لعراقة تاريخها … إذا Ùسنركز اليوم على الجامعات الØكومية المصرية.
يأتي السؤال الآخر: ما الذي نقصده “بالخارج”ØŸ هل نقارن أنÙسنا بالجامعات ÙÙŠ بعض الدول الأÙريقية؟ أم الخليجية؟ أم الأوروبية؟ أم الأمريكية؟ أم الكندية؟ أم الأسترالية؟ أم جامعات من دول عربية ÙÙŠ شمال Ø£Ùريقيا أو دول الشام؟
لكاتب هذه السطور خبرة ÙÙŠ التعامل مع الجامعات الأمريكية (الØكومية منها والخاصة) وبعض الجامعات الأوروبية وليس لي خبرة ÙÙŠ التعامل مع الجامعات الأخرى لذلك سنركز على الجامعات الأوروبية والأمريكية ÙÙŠ هذا المقال ولكني لن Ø£Ùصل بين الØكومية والخاصة هنا لأن أغلب الجامعات القوية ÙÙŠ أمريكا جامعات خاصة وهناك جامعات خاصة وغنية ولكن مستواها أقل من الØكومي وهناك جامعات Øكومية مستواها قوي جداً إذا Ùليست هناك قاعدة نستند عليها.
ماهي أوجه المقارنة؟ سنقارن بين: كي٠يقضي الأساتذة أوقاتهم، كي٠يقضي الطلبة أوقاتهم، تمويل البØØ« العلمي، أنواع الأبØاث العلمية، والضغوط المختلÙØ© على الأساتذة والطلبة.
الأستاذ الجامعي ÙÙŠ الخارج يقضي بعض وقته ÙÙŠ التدريس والتØضير للتدريس ولكن عدد المواد التي يدرسها (ÙÙŠ أغلب الجامعات ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† واØدة أو إثنتين لكل Ùصل دراسي، بقية الوقت يكون للبØØ« عن تمويل لمشروعاته البØثية وعمل البØØ« العلمي مع الإشرا٠على طلبة البØØ«ØŒ الأستاذ الجامعي عندنا مطلوب منه تدريس عدد أكبر من المواد الدراسية لعدد أكبر من الطلبة وهذا يستلزم وقتاً ومجهوداً أكثر (إن أراد العمل بذمة!) وعادة يشر٠الأستاذ الجامعي عندنا على عدد أكبر من الطلبة بالقياس للأستاذ ÙÙŠ الخارج ولكن عدد الأبØاث المنشورة أقل لأن الطلبة أغلبهم يعملون ÙÙŠ وظائ٠أخرى بخلا٠الدراسة ÙالبØØ« يأخذ وقت أكثر قد يمتد لسنوات، Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¢Ù† ممكناً الØصول على تمويل لأبØاث علمية ÙÙŠ جامعاتنا وهذا يساعد على السÙر للمؤتمرات العلمية وشراء بعض المستلزمات اللازمة للبØØ« (خاصة ÙÙŠ التخصصات العملية) وهذا يقلل من الÙارق ÙÙŠ الإمكانيات بين الداخل والخارج ولكن لا يلغيه ÙالÙارق مازال كبيراً، نقصد بالإمكانيات هنا: الأجهزة اللازمة للبØØ« والوقت اللازم للبØØ«ØŒ نتكلم عن الوقت لأن Ùارق المرتبات بين أستاذ الخارج والداخل كبير جدا Ùالأستاذ عندنا يضطر للعمل ÙÙŠ وظائ٠أخري (استشاري مثلا) بخلا٠وظيÙته الجامعية ليتمكن من إعالة أهله وهذا يقلل من الوقت Ø§Ù„Ù…Ù…Ù†ÙˆØ Ù„Ù„Ø¨ØØ« العلمي.
طلبة الدراسات العليا بره (أغلبهم على الأقل) متÙرغون تماماً للبØØ« العلمي بخلا٠الطلاب عندنا الذين يكونون Øديثي التخرج ويعملون ÙÙŠ وظائ٠أخرى لكسب قوت اليوم، تÙرغ الطالب الكامل للدراسات العليا يستلزم إعطائه مرتب يكÙيه Ùإن أردنا أن نعمم ذلك عندنا Ùيجب على الأساتذة عندنا عند الØصول على تمويل للأبØاث استخدام بعض من هذا التمويل كمرتب للطلبة الذين يعملون ÙÙŠ البØØ« وقد تساعد الجامعة ÙÙŠ ذلك.
تمويل البØØ« العلمي ÙÙŠ الخارج يأتي من مؤسسات Øكومية ÙÙŠ الأغلب ومن بعض الشركات وقد بدأت بعض الشركات والمؤسسات ÙÙŠ مصر ÙÙŠ تمويل بعض المشروعات وهذه خطوات على الطريق الصØÙŠØ.
أما عن أنواع البØØ« العلمي Ùهناك نوعان: بØوث تطبيقية ÙˆÙيها ÙŠØاول الباØØ« ØÙ„ مشكلة معينة وهذا ناÙع جداً لنا ÙÙŠ مصر ÙÙŠ مختل٠المجالات (زراعية، مياه، مواصلات، إتصالات، طب، إنشاءات، …) وهذا ما يجب تمويله عندنا وهو كذلك الأكثر تمويلاً ÙÙŠ الخارج. النوع الثاني هي الأبØاث ÙÙŠ العلوم الأساسية وهي التي قد لا تظهر أهميتها ÙÙŠ التو واللØظة (البØØ« ÙÙŠ أصل الكون، الثقوب السوداء، …) وهي ما لا Ù†Øتاجه بكثره عندنا ÙÙŠ مصر ÙÙŠ الوقت الØالي على الأقل ولكن من الجيد أن يوجد بعض الأساتذة الذين ينشرون ÙÙŠ هذا المجال عندنا Øتى يظهر إسم مصر ÙÙŠ مختل٠المجالات وبهذا ÙŠØقق البØØ« العلمي هدÙين: ØÙ„ المشكلات الداخلية وتØسين الصورة الخارجية.
أما الضغوط على الأساتذة Ùهي مختلÙØ© ÙÙŠ الداخل عن الخارج، ÙÙŠ الداخل الضغوط أساسا ضغوط مادية، نعم قد تØتاج إلى النشر Øتى تترقى ÙÙŠ جامعتك ولكن إن لم تنشر Ùيمكنك أن تظل على درجة مدرس Øتى المعاش ولكن ÙÙŠ الخارج (خاصة أمريكا وكندا) إن لم تنشر أبØاثا تساعدك على الترقي من درجة مدرس إلى أستاذ مساعد ÙÙŠ عدد معين من السنين (6 سنوات غالبا بØد أقصى) ÙستÙصل من الجامعة Ùالضغط هنا للنشر.. كل نظام له ما له وعليه ما عليه.
ماذا لوكان تقييم الأستاذ عندنا يدخل Ùيه التدريس بالإضاÙØ© للأبØاث بنسبة متساوية؟
ما نريد أن نستخلصه من هذه المقارنة السريعة أننا يجب أن نقيم أساتذتنا ÙÙŠ الداخل ÙÙŠ إطار التØديات التي يواجهونها من Øيث قلة الموارد من إمكانيات ووقت، ونØÙ† نقع ÙÙŠ هذا الخلط عندما نقارن دولاً ببعضها، لا يمكنك أن تقارن بيت شعبين Øتى تضعها ÙÙŠ Ù†Ùس الظروÙØŒ هل لو جئنا بشعب السويد ووضعناه ÙÙŠ Ùقر مدقع Ùهل يظل منظماً ويق٠ÙÙŠ طابور ولا يلقي القمامة ÙÙŠ الشارع ولن يتبادل السباب؟ وماذا لو ذهبنا Ù†ØÙ† ÙÙŠ بيئة مثل السويد أو سويسرا؟